کد مطلب:220065 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

ما لا یوافق المغتذی من طعام
و الطعام أیضا، و ان كان موصوفا بجودة الغذاء و لم یكن موافقا للمغتذی فی وقته ذلك، لم یتولد عنه غذاء موافق، بل ضار. كما لا یولد لحوم الحملان و صفر



[ صفحه 660]



البیض فی المحمومین كیلوسا موافقا لهم، و كما لا یولد التین و الجوز فی المحرورین دما موافقا لهم، و لا ماء الشعیر و الرائب فی المفلوجین.

و فی الأغذیة المشهورة برداءة الخلط، كالجبن و النمكسود [1] و نحو ذلك، ما یوافق بدنا من الأبدان لخاصیة فیها أو فی ذلك البدن. و من الأغذیة المشهورة بجودة الخلط، كلحوم الطیهوج و الدجاج و صفر البیض، ما یضر بدنا من الأبدان لخاصیة فیها أو فی ذلك البدن.

و لا سبیل الی معرفة هذا قیاسا و استخراجا. و لذلك ینبغی أن یتعرف الآكل ما یلائمه و ما یوافقه، و ما لا یلائمه و لا یوافقه، بل یجده یضر به دائبا، فیجتنبه و یحذره و ان كان مشهورا بجودة الخلط، و یسأل الطبیب من یخدمه و یعالجه عما یعرفه من ذلك لئلا یشیر علیه به.

و الطعام الحار بالفعل، و ان كان جید الخلط، یرخی المعدة و یوهنها، فیفسد الهضم، و یثقل الرأس و یملأه بخارا.

و أما البارد جدا فانه یطفی ء حرارة المعدة، فیفسد لذلك الهضم أیضا، و ینحدر و هو فج سریعا غیر منهضم و لا مستحیل، فیقل لذلك اغتذاء البدن منه. و الطعام غیر المعتاد أیضا، و ان كان أحمد و أجود خلطا من المعتاد، كان المعتاد أوفق للمغتذی به، الا أن یتدرج الی اعتیاد ذلك الأجود قلیلا قلیلا، الا أن یكون المعتاد ردیئا جدا.


[1] النمكسود: لحم مقدد بالملح و مجفف بالشمس كالقديد.